Login
Recover password
Registration

Members can log in to create events, publish stories, share resources and modify their password and newsletter subscription.

E-mail *
First name *
Last name *
Language preference *
Newsletter options *

By clicking below to submit this form, I hereby agree to the Sphere’s Privacy Policy and terms of use.

تأملات بعد عامي الأول في العمل في اسفير

Share via Facebook Share via LinkedIn Share via Twitter

بقلم ويليام أندرسون، المدير التنفيذي لاسفير

يوافق اليوم، 16 يناير، عامي الأول في قيادة اسفير، لذا أجدها فرصة سانحة لمشاركة بعض الأفكار التي راودتني خلال الأشهر الاثني عشر الماضية والاعتبارات التي نتطلع إلى تحقيقها خلال العام المقبل.

لدي ملاحظتان جوهريتان ومتضاربتان في الوقت ذاته منذ التحاقي بالعمل في اسفير: إن دليل اسفير الذي نعرفه ونقدّره جميعًا لا يقل أهمية عن أي وقت مضى، وسيكون أكثر أهمية في العام المقبل، ومع ذلك يبدو أن الوعي والفهم بالدليل، وبالمعايير الإنسانية بشكل عام، قد تضاءل في السنوات الخمس الماضية، لا سيّما في شمال العالم، على الرغم من أن استخدام الدليل عبر الإنترنت وأرقام مبيعات الدليل المطبوعة لا تزال مُشجّعة.

سيسعى اسفير إلى تعزيز المشاركة من خلال التواصل النشط والمبادرات لإبراز دوره وأهميته.

لحسن الحظ، يتطلب كلا العاملين إلى الاستراتيجية نفسها التي تتمثل في قيام شبكة اسفير بتعزيز المشاركة من خلال مبادرات التواصل النشط وإبراز دوره وأهميته. في هذا الصدد، لقد انبهرت بشدة بتفاني وشغف المئات من “أبطال اسفير” (إذا كنت تقرأ هذا المقال، فقد تكون واحدًا منهم) الذين يجسّدون الدليل في العمل الميداني ويجعلونه وثيق الصلة بالعديد من مستخدميه في جميع أنحاء العالم. ومن دون مراكز تنسيق اسفير والأعضاء والمدربين وغيرهم من الأبطال، لم يكن ليستطيع اسفير تحقيق هذا الانتشار أو يكون بهذه الأهمية المطلوبة للوفاء برسالته: يحدد اسفير المبادئ الإنسانية والمعايير الدنيا ويعززها ويطبقها لضمان تقديم استجابة مُنقذة للحياة ووقائية تخضع للمساءلة في حالة الأزمات[1].

هناك إمكانيات كبيرة، بل وبعض الاحتمالات التي لم ندركها بعد، التي ستجعل الدليل أكثر فعالية مع تبنيه المزيد من الابتكارات التكنولوجية الرقمية.

واستنادًا إلى استبياننا الجاري، تُظهر النتائج الأولية أن هناك اتفاقًا عامًا على أننا جميعا نريد أن يكون الدليل الإلكتروني متاحًا وسهل الاستخدام ويناسب السياقات المحلية قدر الإمكان. وتحقيقًا لهذه الغاية، فإننا نعمل مع الشركاء الحاليين والجدد لتمكيننا من الارتقاء به إلى أعلى مستوى ممكن. وكما تعرفون بالتأكيد، في حين أن المعايير الدنيا نفسها عالمية ونوعية، فإن الإجراءات والمؤشرات الأساسية مُصمّمة بحيث يمكن تكييفها مع السياق. وهذا يعني، على سبيل المثال، أن تفاعل المستخدمين مع الدليل في ميانمار سيكون مختلفًا عنه في السودان أو في أوكرانيا. هناك إمكانيات كبيرة، بل وبعض الاحتمالات التي لم ندركها بعد، التي ستجعل الدليل أكثر فعالية مع تبني المزيد من الابتكارات التكنولوجية الرقمية.

تُظهر الأزمات العديدة في العالم مدى أهمية الميثاق الإنساني وفي الوقت ذاته قلة الاهتمام الذي توليه له الأطراف الفاعلة من الدول وغير الدول التي تنخرط في الصراعات.

تتعلق الأفكار المذكورة أعلاه بالمعايير الفنية، لذلك من الأهمية بمكان أيضًا النظر في الميثاق الإنساني. إذ تُظهر الأزمات العديدة في العالم مدى أهمية الميثاق والعمل الإنساني القائم على المبادئ والقانون الإنساني الدولي، وفي الوقت ذاته قلة الاهتمام الذي توليه لها الأطراف الفاعلة من الدول وغير الدول، التي تتخرط في الصراعات. يشعر العالم الآن بأنه أكثر هشاشة مما كان عليه قبل عامين عندما خرجنا من أسوأ ما في جائحة كوفيد. وقد يكون البعض، بشكل مبرّر، أقل تفاؤلًا بالمستقبل. وهنا، مرة أخرى، هناك نهج استراتيجي واحد سوف يعالج تحديين قد يبدوان متعارضين. أولاً، يرى الكثيرون أن العمل الإنساني القائم على المبادئ يكاد يكون مستحيلاً من الناحيتين العملياتية والسياسية، وثانيًا أن العديد من العاملين في المجال الإنساني لا يثقون تمامًا على ما يبدو في كيفية تنفيذ المبادئ بالضبط في كل سياق محدد وكيفية الإبلاغ عن ذلك من المكاتب المحلية إلى المكاتب الرئيسية.

سيتعاون اسفير مع منظمات أخرى لتعزيز الميثاق الإنساني والمبادئ الإنسانية بحيث تصبح أكثر وضوحًا واستيعابًا على نطاق أوسع.

في الحالة الأولى، الاتفاق أو الصفقة بين الأطراف المقاتلة والعاملين في المجال الإنساني، التي تقضي بأن أحدهما لن يتدخل في عمل الآخر من خلال احترام قواعد أساسية محددة، قد جرى تجاهله تمامًا في السنوات العشرين الماضية. ونادرًا ما يعتبر العديد من السياسيين والمتحاربين، الذين يشنون الحرب اليوم، أنه يجب أن يكون الصراع محدودًا لدواعٍ إنسانية. في الحالة الثانية، القول بأن المبادئ الإنسانية المتمثلة في الحياد والاستقلال والنزاهة هي مبادئ نفعية قد حلّت محلها هالة لا تقبل التشكيك بأنها قيمًا مطلقة. إنها ليست كذلك. ذلك أن الحياد، على سبيل المثال، ليس موقفًا سليمًا أخلاقيًا في مواجهة القمع. بالإضافة إلى ذلك، يتحمّل العاملون في المجال الإنساني المسؤولية الأساسية عن ضمان احترام المبادئ. غير أن الأمر ليس كذلك في الواقع. المسؤولية تقع على عاتق المقاتلين العسكريين أو الجنود الحكوميين أو الجماعات المسلحة من غير الدول أو “الإرهابيين”، أي من يحمل البندقية أو يطلق الصواريخ.

في العام المقبل، سينضم اسفير إلى منظمات أخرى لتعزيز الميثاق الإنساني والمبادئ الإنسانية بحيث تصبح أكثر وضوحًا واستيعابًا على نطاق أوسع، وفي نهاية المطاف تحقيق الهدف المتمثل في الحد من الوفيات والمعاناة الإنسانية على أفضل نحو ممكن. قد يكون من الصعب القول بهذا في ظل أنه، لإعطاء رقم مروّع واحد في موقع واحد محدد ، قتل أكثر من 10,000 طفل بواسطة القنابل التي أسقطت على غزة خلال فترة ثلاثة أشهر، بدءًا من 8 أكتوبر 2023. أين الأمل لعائلات هؤلاء الأطفال الذين قتلوا؟

نحن بحاجة إلى بذل جهد أكبر لزيادة معرفتنا الجماعية وتبادل خبراتنا على نطاق أوسع، سواءً كانت جيدة أو سيئة.

في هذا العام الذي يخشى فيه الكثيرون من الصراعات الدائرة والمخاوف واسعة النطاق بشأن زيادة الفوضى المناخية وانتشار الجوائح والهجمات الإلكترونية والكوارث، لا يزال لدى العاملين في المجال الإنساني خيار كيفية التعامل والاستجابة لهذه التحديات. إما أن نستسلم ونقف مكتوفي الأيدي في مواجهة هذه التحديات التي تبدو مستحيلة، ونقول إن القطاع الإنساني لا يستطيع تحقيق الهدف المرجو منه؛ أو أن نتبنى نهجًا نشطًا، مدركين أننا لا نعمل وحدنا، وأنه إن لم يكن نحن فمن الذي سيقوم بذلك، وأنه في الواقع ليس لدينا خيار سوى أن نستفيد من الذين سبقونا في المجال الإنساني ونبني عليه. في عام 2024، نحتاج إلى بذل جهد أكبر لزيادة معرفتنا الجماعية، وتبادل خبراتنا، الجيدة والسيئة على نطاق أوسع، وتحمّل المسؤولية في معرفة متى وكيف نُنفّذ الواجب الإنساني كعمل أخلاقي مطلق، ومتى نوقف العمليات في اللحظة التي ندرك فيها أن المساعدة الإنسانية لم تُعد الاستجابة الصحيحة.

وإلى جانب الانخراط في هذه القضايا البالغة الأهمية، سيدعم اسفير أيضًا تحالف المعيار الإنساني الأساسي (CHS Alliance) ومجموعة إعادة التأهيل والتنمية في حالات الطواري (Groupe-URD) بالمعيار الإنساني الأساسي المُنقّح، وهو أحد الفصول الأساسية الثلاثة في دليل اسفير؛ إضافة إلى مراجعة وإصدار المزيد من المواد التدريبية المتعلقة بدليل اسفير ، سواءً فيما يتعلق بالمحتوى أو اللغات، وإطلاق العديد من المبادرات الأخرى المخطط لها، التي ستشمل، على سبيل المثال، عقد المزيد من الاجتماعات عبر الإنترنت لمراكز التنسيق والأعضاء.

عندما نعمل معًا، فإننا لا نفعل ذلك لأنفسنا، ولكن لمن هم في أمس الحاجة إليها.

لذلك، بغض النظر عمن يُنتخب لهذا المنصب اذي أشغله، وبغض النظر عن حجم ونطاق الكوارث، فإنني أتطلع إلى العام المقبل بعزيمة وتصميم لأنني أعلم أن شبكة اسفير قوية، وأن الميثاق الإنساني والمعايير الدنيا مطلوبة اليوم أكثر من أي وقت مضى، وأنه عندما نعمل معًا، فإننا لا نفعل ذلك لأنفسنا، ولكن لمن هم في أمس الحاجة إليها. فليس لدينا خيار آخر.

يمكنكم متابعتي على “لينكد إن” واسمحوا لي أن أعرف رأيكم. هل توافقون على الأفكار التي طرحتها، وما مخاوفكم بالنسبة لهذا العام؟


[1] بيان الرسالة هذا مأخوذ من نظرية التغيير الجديدة التي سيتبناها اسفير، التي من المتوقع نشرها في وقت لاحق من عام 2024.